جاءت مكاسب عقود الأسهم الأميركية طفيفة مع بداية تعاملات هذا الأسبوع، وذلك في أعقاب قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم السبت بتوقيع عدة قرارات تنفيذية بشأن المساعدات المتعلقة بفيروس كورونا، وذلك عقب عجز الكونجرس عن التوصل لحزمة إنقاذ جديدة خلال الأسبوع الماضي.
تم الإشارة في عدّة مناسبات من العديد من الجهات بأن انتهاء تفشّي فيروس كورونا وإنهاء الإغلاقات الاقتصادية التي قامت بها الدول، سيكون سبباً لعودة النمو الاقتصادي القوي والسريع. ورغم توقّع انكماش اقتصادي في عديد من الدول العظمى والكبرى حول العالم، قد يصل بمقداره إلى 30% في الولايات المتحدّة وبريطانيا، و9.8% في ألمانيا خلال الربع الثاني من هذه السنة، إلى جانب توقعات أن يكون الاقتصاد الصيني قد انكمش بنسبة 6% خلال الربع الأول من هذه السنة، إلا أن هنالك تفاؤل كبير بين المتابعين للاقتصاد العالمي من أن الاقتصاد سيعود للنمو بوتيرة كبيرة جداً، ربما تكون قياسية، خلال الربع الثالث واستمرار النمو خلال الربع الرابع من هذه السنة.
استمر انتشار فيروس كورونا حول العالم، ووصل عدد الإصابات بالفيروس لأكثر من 1.7 مليون إصابة، ووصل عدد الوفيات لأكثر من 109 آلاف حالة. وتستمر الحكومات حول العالم بوضع خطط وإجراءات من أجل الحد من انتشار الفيروس، إلا أن الاقتصاد هو الضحية للانتشار الكبير. ورغم الأنباء التي تظهر انخفاضاً في وتيرة الانتشار وأعداد الوفيات، إلا أن الانتشار مستمر. وحّذرت منظّمة الصحّة العالمية من إيقاف الحجر الصحّي في الدول، حتى التي تباطأ فيها الانتشار، إذ أن من شأن ذلك أن يعيد التسارع في أعداد الإصابات.
سيكون اليوم مهماً جداً لأسواق النفط، فالدول المنتجة الكبرى للنفط سوف تجتمع من أجل مناقشة الخفض في الإنتاج ودفع الإنتاج للاستقرار، فالإنتاج الكبير يصاحبه من جهة أخرى انخفاض قوي في الطلب العالمي. منظّمة أوبك وروسيا سوف يجلسون على طاولة المفاوضات مرّة أخرى اليوم الخميس، قبل اجتماع وزراء الطاقة من دول مجموعة الـ20 يوم غد الجمعة. وسوف تعتمد حركة الأسعار بالنسبة للنفط على فيما إذ تحقق الاتفاق، وفي حال تم ذلك، فستعتمد أيضاً حركة الأسعار في أسواق الطاقة على مقدار الخفض في الإنتاج. بصورة أكثر شمولية، حتى لو تم الخفض بما هو متوقّع، لن يكون ذلك سبباً لأن تستقر الأسواق، فهنالك العديد من السيناريوهات المتاحة.
لو فعلاً ارتبطت أسواق الأسهم الأمريكية بمعاملات ارتباط عكسية (سلبية) مع انتشار فيروس كورونا، فيبدو بأن نهاية فيروس كورونا أصبحت قريبة، وأن الانتشار سيبدأ بالتباطؤ، ثم تبدأ أعداد الإصابات القائمة في الانخفاض تدريجياً كدلالة على السيطرة على الجائحة.
تشير التوقعات إلى أن فيروس كورونا سيدخل الاقتصاد العالمي في ركود عميق، وبدأت الدراسات بإظهار احتمال انخفاض النمو الاقتصادي العالمي بشكل ملموس، وبالنسبة للاقتصاد الأمريكي، من المحتمل أن نشهد انكماشاً قد يكون الأسوأ منذ عشرات السنين خلال الربع الثاني من هذه السنة.
وافق مجلس النواب الأمريكي على حزمة قيمتها 2.2 تريليون دولار، وهذه الحزمة تعتبر الأضخم في تاريخ الولايات المتحدة، وقد تم وضعها لمساعدة الأفراد والشركات في مواجهة التباطؤ الاقتصادي الناتج عن تفشي فيروس كورونا، وسارع الرئيس الأمريكي إلى توقيعها كي تصبح قانونا سارياً.
تعرّضت الأسهم الأمريكية لضربات عديدة خلال الفترة الماضية، وانخفضت بشكل حاد لتفقد كل المكاسب التي تحققت خلال فترة ترامب الرئاسية. وفقد مؤشر ستانددر آند بورز 500 لكبرى الشركات الأمريكية حوالي 15% خلال الأسبوع الماضي وحده، وجاء الانخفاض في أغلبه يوم الإثنين الماضي بعدما تم إعلان خفض الفائدة الفيدرالية بشكل طارئ.
يعرّف الركود الاقتصادي على أنه انكماش لربعي سنة متتالين، وهو ما يطلق عليه بالركود التقني، لكن سيلزمنا لتأكيد ركود أي اقتصاد 6 أشهر على الأقل، لحين صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي. لكن، نستطيع أن نرى احتمالية الركود من خلال بيانات اقتصادية تصدر في وقت مبكّر، دون الحاجة للانتظار طويلاً لنقول أن الاقتصاد دخل في الركود.
يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط
© 2022 Equiti جميع الحقوق محفوظة