البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم الأربعاء، أكّدت بأن فيروس كورونا تسبب في تدمير القطاعات الاقتصادية في العالم. وأظهرت بيانات مبيعات التجزئة الأوروبية انكماشاً قياسي مقداره 11.2%. كذلك، أظهر تقرير المفوّضية الأوروبية اليوم احتمال انكماش الاقتصاد في منطقة اليورو بنسبة 7.7% على مدى هذه السنة. إلى جانب ذلك، انكمشت الأوامر التصنيعية الألمانية بنسبة 15.6%، وأظهر مؤشر مدراء المشتريات الإيطالي لقطاع الخدمات انكماش قياسي بانخفاض المؤشر إلى 10.8 نقطة. في بريطانيا، شهدنا أسوأ انكماش في قطاع الإنشاءات عبر التاريخ، ليظهر أمامنا بقيمة 8.2 نقطة على مؤشر مدراء المشتريات.
ليس هذا فقط، بل إن بيانات ADP لوظائف القطاع الخاص الأمريكي أظهرت أسوأ قراءة عبر التاريخ، لتظهر فقدان 20.236 مليون شخص لوظائفهم خلال شهر أبريل 2020. وهذه هي المرّة الأوّلى التي تظهر فيها قراءة سلبية للبيانات منذ سبتمبر عام 2010.
ويبدو أن فيروس كورونا دفع الاقتصاد العالمي نحو الهاوية، واستطاع إيقاف النمو القياسي للولايات المتحدّة الذي دام لـ11 عاماً متتالياً. ليس هذا فقط، بل أن الانكماش المحتمل حصوله في الاقتصاد العالمي قد لا يضاهيه أي ركود اقتصادي خلال الـ90 عاماً الماضية.
وقلّصت مؤشرات الأسهم الأمريكية المكاسب التي كانت قد حققتها اليوم بعد صدور بيانات وظائف القطاع الخاص الأمريكي، لينخفض مؤشر داوجونز بعد ملامسته الأعلى عند 24105 نقطة في تداول العقود الآجلة، ليلامس الأدنى عند 23749 نقطة. كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز الأوسع نطاقاً من الأعلى 2895 نقطة ليحقق الأدنى عند 2852 نقطة.
بالنسبة لأسواق العملات، فقد استمر الدولار الأمريكي بالارتفاع ليستقر اليوم فوق حاجز الـ100 نقطة بالنسبة لمؤشر الدولار الذي يقيس أداء الدولار مقابل العملات الرئيسية الست، محققاً مكاسب فاقت الـ 0.2%.
ومع ارتفاع الدولار الأمريكي، شهد اليورو انخفاضاً هذا اليوم ملامساً الأدنى عند سعر 1.0781 دولار لليورو الواحد، بعدما كان قد لامس الأعلى عند سعر 1.0844 دولار. أما الجنيه الإسترليني، فقد انخفض ليلامس الأدنى مقابل الدولار عند 1.2357 بعدما اكتفى بتحقيق الأعلى عند سعر 1.2449.
وينتظر المتداولون حالياً مستجدات المحادثات التجارية الأمريكية البريطانية، والتي تم الإعلان عنها أمس وتبدأ اليوم، وكل الأنظار تتجه لما هو الاتفاق التجاري الذي سيتم وضعه بين الطرفين، ومدى تقليص هذا الاتفاق من تأثير انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.
أما بالنسبة لقضية المحكمة الدستورية الألمانية التي رفضت أجزاء من خطّة التيسير الكمي للبنك المركزي الأوروبي، فقد قال المركزي بأنه سيتسمر باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تحفيز الاقتصاد ودفع مستويات التضخم للارتفاع إلى المنطقة المرغوب بها.
ورغم ارتفاع الدولار مقابل العديد من العملات الأجنبية، إلا أنه انخفض مقابل الين الياباني، فالين الياباني شهد بعض الطلب من المتداولين، دفع بزوج الدولار مقابل الين الياباني للانخفاض من الأعلى عند سعر 106.60 للأدنى عند 106.05 ين للدولار الأمريكي الواحد.
بالانتقال إلى الذهب، فنجد بأن أسعار الذهب انخفضت اليوم متأثّرة في قوّة الدولار، وأنباء إعادة فتح جزئي للاقتصاد في العالم. وتتجه العديد من الدول في العالم منها الولايات المتحدّة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وإيطاليا لإجراء تخفيف لإجراءات الحجر الصحي، مما تسبب في تخلي المتداولين عن الأصول الآمنة.
وانخفض سعر الذهب اليوم من الأعلى عند سعر 1708.00 ليلامس الأدنى عند سعر 1694.00 دولار للأونصة الواحدة.
أما أسعار النفط، والتي شهدت ارتفاعاً قوياً خلال الأيام الماضية، ومع انتظار المتداولين هذا اليوم لبيانات المخزون الأمريكي، التي من المتوقع لها أن تظهر ارتفاع في المخزون لكن بوتيرة أبطأ من السابق، فقد انخفضت أسعار النفط الأمريكي الخفيف قليلاً لتلامس الأدنى عند 22.57 دولار للبرميل الواحد من النفط الأمريكي الخفيف تسليم شهر يونيو، فيما انخفض سعر عقود نفط برنت اليوم أيضاً في موجة تصحيحية بعد موجات الارتفاع القوية التي حصلت سابقاً خلال هذا الأسبوع.
وتخشى الأسواق المالية حالياً الأسوأ، مع انتظارنا لمزيد من البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع. يوم غد، سننتظر قرار البنك البريطاني لأسعار الفائدة وسياساته المالية والنقدية، إلى جانب انتظارنا لبيانات طلبات الإعانة الأسبوعية. يوم الجمعة المقبل، سنتوقّف مع بيانات الوظائف الأمريكية الرسمية، والتي من المتوقع لها أيضاً أن تظهر قيم قياسية من الانكماش.
