إن هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع أنت موافق على استخدامها. اقرا المزيد
حالة من الحذر في الأسواق المالية رغم ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية

حالة من الحذر في الأسواق المالية رغم ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية

27 أبريل 2020 03:39 م

تشهد الأسواق المالية حالة من الترقّب والحذر، فرغم ارتفاع العديد من مؤشرات الأسهم حول العالم، إلا أن انخفاض أسعار النفط من جديد إلى جانب تزايد التوقّعات في ركود اقتصادي عالمي عميق، تبقي على حالة التوتّر في الأسواق.

وصرّح المستشار الاقتصادي للرئيس الأمريكي "كيفين هاسيت" بأن الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدّة بات "خطير حقّاً"، مشيراً إلى البيانات التي أظهرت تقدّم 26.5 مليون مواطن أمريكي للاستفادة من طلبات الإعانة خلال الأسابيع الخمس الماضي، كما تداعت مبيعات التجزئة وبناء المنازل وثقة المستهلكين. وأشار "كيفين" إلى أنه يتوقّع أن ترتفع نسب البطالة نحو 16% خلال هذا الشهر، مضيفاً إلى أن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثاني سيكون كبيراً جداً.

وتشير التوقعات لاحتمال أن نرى انكماشاً في الاقتصاد الأمريكي بنسبة تزيد عن -3.0% خلال الربع الأوّل من هذه السنة، ومع توقعات انكماش آخر أكثر حدّة في الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، هنا يكون الاقتصاد الأمريكي في ركود، وقد وصفته وكالات مثل رويترز وبلومبرغ على أنه الركود الاقتصادي الأسوأ منذ الكساد العظيم ثلاثينات القرن الماضي.

ورغم كل ذلك، نجد بأن مؤشرات الأسهم ترتفع حول العالم، كما ترتفع العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية. وورد في صحيفة تليجراف أن رئيس الوزراء البريطاني "جونسون" سيقوم بتخفيف إجراءات العزل قبل السابع من شهر مايو المقبل، وقد عاد رئيس الوزراء لعمله اليوم الإثنين، بعدما كان قد عانى من إصابته بفيروس كورونا المستجد.

من إيطاليا، قال رئيس الوزراء الإيطالي "كونتي" بأن إيطاليا ستمنح المصانع ومواقع البناء تصريحاً لتعود لتفح أبوابها من جديد اعتباراً من الرابع من مايو، وهذا يعني أن إيطاليا هي الأخرى تتوجّه نحو تخفيف إجراءات الحجر.

ولا يقتصر ذلك على بريطانيا وإيطاليا، بل أشار الرئيس الأمريكي "ترامب" سابقاً إلى أن إدارته تسعى لإعادة فتح الاقتصاد على ثلاث مراحل وبشكل تدريجي خلال الشهر المقبل مايو، مع الإشارة إلى فتح خمس ولايات جنوب الولايات المتحدّة بشكل كامل.

وأنباء إعادة فتح الاقتصاد اعتبرت على أنها إشارة إيجابية، دفعت المتداولين لأسواق العائد المرتفع مثل الأسهم. وتضرر الدولار الأمريكي جراء ذلك، فقد توجه المتداولون لبيع الدولار من أجل التوجّه لأصول مرتفعة العائد، وبذلك استفادت العديد من العملات لترتفع مقابل الدولار.

وارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي يلامس الأعلى عند سعر 1.0859 دولار لليورو الواحد، مستفيداً من انخفاض الدولار. كما ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي ليلامس الأعلى عند سعر 1.2453 دولار للجنيه. وصعد الين الياباني مقابل الدولار الأمريكي، لينخفض بذلك زوج الدولار مقابل الين الياباني ملامساً الأدنى عند سعر 107.02 ين للدولار الأمريكي الواحد.

وانخفضت أيضاً أسعار الذهب متأثّرة في عمليات جني أرباح من متداولين يفضّلون حالياً البحث عن الفرص في الأصول مرتفعة العائد على آمال إعادة فتح الاقتصاد في وقت قريب. وانخفض سعر الذهب اليوم ليلامس الأدنى عند سعر 1712.00 دولار، منخفضاً من الأعلى عند سعر 1727 دولار وهو المستوى الذي لامسه بداية جلسة تداول اليوم في آسيا.

لكن، رغم توجّه المتداولين للأصول مرتفعة العائد، ما زالت حالة القلق تسود الأسواق، خصوصاً مع انخفاض أسعار النفط من جديد اليوم. وانخفضت عقود النفط الأمريكي الخفيف تسليم شهر يونيو المقبل لتلامس الأدنى عند سعر 12.85 دولار، وانخفضت عقود نفط برنت تسليم يونيو للأدنى عند 19.97.

والمتداولون في أسواق الطاقة قلقون جداً من ظهور مؤشرات تبيّن امتلاء الطاقة التخزينية لعديد من الدول في العالم، منها الولايات المتحدّة الأمريكية، وأن خفض الإنتاج في منظّمة أوبك والعديد من الدول المنتجة مثل روسيا وكندا والولايات المتحدّة، سيكون متأخّراً مع امتلاء المخزونات.

وأظهرت آخر البيانات الصادرة من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزون الخام إلى 518.6 مليون برميل، وهو أعلى مستوى منذ المستوى القياسي المتحقق عام 2017 عند 535 مليون برميل. كذلك، امتلأت طاقة التخزين في مركز كوشينج للتسليم في ولاية أوكلاهوما بنسبة 70%، مما يبقي بحسب التقديرات حوالي 16 مليون برميل فقط لتمتلئ بشكل تام، مما قد يبقي على التوجهات الهابطة لأسعار النفط لحين صدور حقائق تفيد بالفعل بانخفاض الإنتاج.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط