انخفض الدولار الأمريكي بعدما أظهرت بيانات اقتصادية صدرت من مكتب العمل الأمريكي ارتفاع مؤشر طلبات إعانة البطالة الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بأكثر من التوقعات، لتظهر تقدّم 1.3 مليون مواطن أمريكي لطلبات الإعانة. ورغم أن بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية جاءت أفضل من التوقعات لتظهر نموّاً مقداره 7.5% خلال الشهر الماضي يونيو، إلا أن ارتفاع طلبات الإعانة بأكثر من التوقعات يقلق المتداولين من أن يتسبب ضعف أسواق العمل بتغيّر العادات الاستهلاكية.
من جهة أخرى، أبقى البنك المركزي الأوروبي على سياساته المالية والنقدية على ما هي عليه، وتم تأكيد إبقاء البرنامج الطارئ لمكافحة الوباء PEPP عند مستوى 1350 مليار يورو. في نفس الوقت، توقّع مكتب الرئاسة الفرنسية بأن يتم التوصّل لاتفاق حول حزمة التعافي الأوروبية مع نهاية هذا الأسبوع، مما أضفى إيجابية على تحرّكات اليورو مقابل الدولار الأمريكي. وارتفع اليورو مقابل الدولار ليلامس الأعلى له عند سعر 1.1433 دولار لليورو الواحد، بعدما كان قد لامس الأدنى عند سعر 1.1377 دولار.
أما الجنيه الإسترليني، فقد استطاع الارتفاع بشكل ملموس اليوم بعدما لامس الأدنى عند سعر 1.2518، بعدما أظهرت بيانات البطالة ثبات معدّل البطالة البريطاني على غير المتوقع عند 3.9%، بعدما كانت التوقعات تشير لاحتمال ارتفاع نحو 4.2%. وصعد الجنيه الإسترليني ليلامس الأعلى عند سعر 1.2596 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
أما بالنسبة للفرنك السويسري، فقد شهد يوم أمس انخفاضاً كبيراً، بسبب آمال إنتاج لقاح قريب لفيروس كورونا المستجد، مما تسبب في عمليات بيع للفرنك الذي يعتبر ملاذاً آمنا. لكن، عاد ليشهد اليوم بعض الانخفاض مقابل الفرنك الذي ارتفع قليلاً. وهبط الدولار مقابل الفرنك السويسري بشكل طفيف من سعر 0.9466 وصولاً إلى سعر 0.9434.
أما بالنسبة لأسعار الذهب، فقد تباينت هذا اليوم مع قليل من الانخفاض بعد ملامسة الأعلى عند 1813.00 دولار، وقد لامس السعر الأدنى عند مستوى 1802.00. لكن من الملاحظ بأن أسعار الذهب مستقرة فوق حاجز الـ 1800 دولار، والثبات فوق هذا المستوى يشير إلى أن الذهب ما زال يلقى الطلب الجيد لإبقائه قريباً من أعلى مستوياته منذ عام 2011.
وبانتقالنا لأسواق الطاقة، نجد بأن أسعار النفط تتداول في تذبذب كبير ضمن نطاقات محدودة. فهنالك متغيّرات متضاربة تؤثّر على تحرّكات أسعار النفط. قررت منظّمة أوبك + تقليص خفض الإنتاج من مستوى 9.7 مليون إلى 7.7 مليون، إلا أن السعودية قالت بأن الخفض الحقيقي ربما يصل إلى حوالي 8.1 مليون برميل أو 8.3 مليون، لأن الدول التي لم تلتزم بالخفض خلال الأشهر الماضية ستعود للالتزام بخطط خفض أكبر من المتفق عليه في الاجتماع الأخير. من جهة أخرى، أظهرت بيانات المخزون الأمريكي أمس انخفاضاً فاق التوقعات بكثير في مخزون النفط.
وكانت الحقائق التي ظهرت اليوم وأمس كفيلة في دفع أسعار النفط للارتفاع، إلا أن قلق المتداولين من تسارع انتشار فيروس كورونا حد من ارتفاع أسعار النفط، وشهد اليوم استقراراً. ويتداول سعر برميل النفط الأمريكي الخفيف لعقود تسليم شهر أغسطس حول مستوى 40.90 دولار، بعدما كان قد تداول خلال الجلسة بين 40.78 و41.17 دولار.
