إن هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع أنت موافق على استخدامها. اقرا المزيد
بيانات أمريكية الأسوأ عبر التاريخ تضرب بالأسواق وتدفع الدولار للارتفاع

بيانات أمريكية الأسوأ عبر التاريخ تضرب بالأسواق وتدفع الدولار للارتفاع

15 أبريل 2020 04:33 م

صدرت اليوم بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية، لتظهر انكماشاً بلغت نسبته 8.7% في المبيعات خلال شهر مارس الماضي، لتظهر أكبر انكماش في مبيعات التجزئة عبر التاريخ. وبدأ انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدّة بشكل ملموس الشهر الماضي مارس، وهو نفس الشهر الذي تعود له البيانات الاقتصادية. في نفس الوقت، نلاحظ بأن تسارعاً في الانتشار حصل خلال شهر أبريل الجاري، وقد وصل عدد الإصابات إلى أكثر من 614 ألف إصابة. وهذه البيانات ضربت بأسواق الأسهم، ودفعت المتداولين للدولار الأمريكي لجني الأرباح.

وبيانات مبيعات التجزئة أعطت تقديرات لدى العديد من المتداولين والمتابعين للاقتصاد الأمريكي عن ما سيكون عليه الوضع في الاقتصاد خلال الربع الثاني الجاري من هذه السنة، حيث من المحتمل أن نشهد انكماشاً حاداً في الناتج المحلي الإجمالي، لم نشهد له مثيلاً منذ الكساد العظيم ثلاثينات القرن الماضي، هذا إن لم يكن الانكماش أسوأ من ذلك.

وتوجّه المتداولون للدولار الأمريكي لتصفية المراكز المالية من أسواق العائد المرتفع، وانخفضت عوائد السندات الأمريكية كإشارة إلى عودة الطلب عليها في أكبر انخفاض في عوائد السندات منذ الـ27 من شهر مارس الماضي بالنسبة لسندات أمد استحقاق 30عاماً و10 سنوات و5 سنوات. وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بشكل قوي، ليرتفع نحو مستويات فوق 99.85 نقطة، معوّضاً خسائر ثلاث جلسات سابقة.

ومع ارتفاع الدولار الأمريكي، انخفض زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي ليلامس الأدنى له اليوم مقابل الدولار عند 1.0855 دولار لليورو الواحد. كما انخفض الجنيه مقابل الدولار ليلامس الأدنى له عند 1.2435 دولار للجنيه. كما ارتفع الدولار مقابل الين الياباني، حيث صعد زوج الدولار مقابل الين محققاً الأعلى عند سعر 107.69 ين للدولار الأمريكي.

وأصدر صندوق النقد الدولي توقعاته للاقتصاد العالمي، مشيراً لاحتمال أن نشهد انكماشاً اقتصادي مقداره 3% في الاقتصاد العالمي، وأن يكون وضع الاقتصاد العالمي سيئاً، بل الأسوأ منذ 90 عاماً مضت.

كما ساهمت أنباء أفادت باحتمال انكماش الاقتصاد البريطاني بنسبة 35% خلال الربع الثاني من هذه السنة، وهذا لو تحقق سيكون الانكماش الأسوأ منذ 300 عاماً مضت، في إضعاف جاذبية الجنيه. فيما توقعات انكماش الاقتصاد الفرنسي بنسبة 9% والألماني بنسبة 9.8% تقلل جاذبية اليورو. وتعاني كل من إيطاليا وإسبانيا ظروفاً اقتصادية استثنائية سيئة جداً بسبب التفشّي الكبير لفيروس كورونا الذي أًصاب أكثر من 2 مليون شخص حول العالم منذ بدأ بالانتشار.

أما أسعار الذهب، فلم تصمد أمام ارتفاع الدولار، بل انخفضت بشكل ملموس بعدما لامست الأعلى عند سعر 1730 دولار، لكن بعض طلب الملاذ الآمن أعاد بسعر الذهب للاستقرار قريباً من مستوى الـ1720 دولار، بعد تحقيق الأدنى عند 1706.00 دولار للأونصة الواحدة. لكن تشير التوقعات المستقبلية بأن أسعار الذهب ربما تستمر بالارتفاع لعدّة أسباب، أهمها ضخ السيولة الهائلة من البنوك المركزية وكذلك الحكومات حول العالم.

من جهة أسعار النفط، فالبيانات الأمريكية زادت من الضغط الهابط عليها، فهذه البيانات توضّح لنا مدى سوء الوضع الاقتصادي في العالم، وما ستؤول إليه الظروف مستقبلاً في حال استمر انتشار فيروس كورونا. وانخفض سعر برميل النفط الأمريكي الخفيف في عقوده الآجلة الأقرب تسليماً إلى 19.19 دولار للبرميل الواحد، وهذا المستوى يعتبر الأقل منذ عقود من الزمن. ورغم أن منظّمة أوبك وحلفاءها خفضّت الإنتاج، وربما أيضاً تجبر الأسعار المنخفضة الشركات وعديد من الدول على تقليص الإنتاج أكثر لمستويات قد تلامس الـ19.5 مليون برميل يومياً، إلا أن وكالة الطاقة الدولية أشارت في آخر تقاريرها عن احتمال أن ينخفض الطلب العالمي بحوالي 29 مليون برميل يومياً بسبب انتشار فيروس كورونا، ليتسبب ذلك في انخفاض الأسعار وتجاهل المتداولين لتخفيضات منظّمة أوبك وحلفاءها.

ووقعت مؤشرات الأسهم الأمريكية ضحية للمستجدات الاقتصادية، وانخفضت اليوم مع عمليات جني أرباح أفقدت مؤشر داوجونز كامل مكاسب يوم أمس، كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقاً. ويتزايد القلق حالياً على وضع الشركات الأمريكية، مع الحالة الاقتصادية في العالم، والتي تظهر احتمال ركود اقتصادي سيتسبب بإفلاس الكثير من الشركات، وتعثّر شركات أخرى.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط