هبطت أسعار النفط الأمريكي الخفيف عقود تسليم شهر مايو المقبل بأكثر من 30%، لتنهار مع توقعات فائض كبير في الطلب العالمي بفعل انتشار فيروس كورونا الذي أصاب حتى الآن أكثر من 2.422 مليون شخص، متسبباً بأكثر من 165 ألف وفاة. وتأثّرت أسواق الأسهم سلباً بانخفاض أسعار النفط، لتنخفض مع توقعات أن يتسبب انخفاض سعر النفط في ضعف حاد في شركات مرتبطة بالنفط ومصافي التكرير.
أما الدولار الأمريكي، فقد استطاع الاستفادة من انخفاض الأصول مرتفعة العائد مثل أسواق الأسهم، وارتفع بعدما وجد طلباً من المتداولين الذين يقومون بتصفية الأصول مرتفعة المخاطرة من خلال شراء الدولار الأمريكي. وارتفعت أسعار الذهب مع طلب الملاذ الآمن، إلا أن ارتفاع الدولار حد من مكاسب أسعار الذهب.
وبقيت تداولات أسعار الذهب اليوم ما دون سعر الـ1700 دولار للأونصة رغم ارتفاعها، وربما تعود الضغوط الهابطة من جديد على الأسعار في حال استمر الدولار بالارتفاع، إذ أن ذلك قد يجبر المضاربين على التخلّي عن مراكزهم الشرائية.
ويبدو بأن انخفاض أسعار النفط يؤثّر بشكل كبير على توقعات النمو الاقتصادي في الدول التي تعتمد على النفط، مثل روسيا والسعودية. كما أن لهبوط أسعار النفط الحاد اليوم تسبب في قلق كبير على شركات قطاع الطاقة، ولا يستبعد الكثيرون حصول حالات إفلاس في عديد منها، وتعثّر شركات أخرى. وبالتالي، تهتز الثقة في أسواق الأسهم بشكل عام لهذا اليوم.
لكن من الملاحظ بأن انخفاض أسعار عقود النفط المختلفة الآجال متباين، فمقدار الانخفاض يتماشى طردياً مع موعد تسليم العقود، فعقود شهر 5 انخفضت بنسبة تفوق الـ34%، فيما عقود تسليم شهر 6 انخفضت بنسبة 11.75% تقريباً وانخفضت عقود تسليم شهر 7 بنسبة تزيد قليلاً عن 7.3%، وكلما ابتعدت آجال الاستحقاق يقل مقدار الانخفاض.
أما عقود نفط القياس العالمي مزيج برنت، فقد انخفضت اليوم بنسبة تزيد قليلاً عن 7% بالنسبة لعقود تسليم شهر 5 (مايو) المقبل، لنلاحظ بأن الأسعار انخفضت بالفعل، لكن مقدار الانخفاض ارتكز أكثر على النفط الأمريكي الخفيف.
وأشارت آخر التوقعات إلى أن 70% من مساحات التخزين العالمية قد امتلأت، والتوقعات في امتلائها بشكل كامل خلال فترة وجيزة، بفعل الانخفاض الكبير في الطلب عالمياً. وتوجّهت عدّة دول لشراء النفط وحفظه كاحتياطيات استغلالاً لانخفاض الأسعار، إلا أن امتلاء المخزون قد يتسبب بصدمة جديدة بالطلب العالمي، وهذا ما يضغط على أسعار النفط الأقرب في موعد التسليم. لكن كلما ابتعد موعد التسليم، نلاحظ بأن الانخفاض أقل، لأن أغلب التوقعات تشير إلى أن الطلب العالمي ربما يعود للتحسّن خلال النصف الثاني من هذه السنة، وأن كثيراً من الشركات ستخفّض الإنتاج بشكل إجباري، لأن انخفاض أسعار النفط يعطّل أعمالها.
بالانتقال لأداء أزواج العملات، فقد انخفض زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي متأثّراً بارتفاع الدولار، وقد تخلّى اليورو عن مكاسب كانت قد تحقق في وقت سابق اليوم، دفعته للأعلى عند سعر 1.0895، ليهبط بعدها إلى سعر 1.0840، بعدما قال مدير صندوق إنقاذ منطقة اليورو إن أوروبا ستحتاج 500 مليار يورو أخرى على الأقل من مؤسسات الاتحاد الأوروبي لتمويل تعافيها الاقتصادي بعد جائحة فيروس كورونا إضافة إلى حزمة متفق عليها حجمها نصف تريليون يورو.
لكن أكّد مفوض الاقتصاديات بالاتحاد الأوروبي بأن ذلك قد لا يكون كافياً، إذ أشار لحاجة دول الاتحاد الأوروبي إلى 1.5 ترليون دولار من أجل تمويل الرعاية الصحية والأعمال العاجلة ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة.
كما قال بنك إسبانيا المركزي إن اقتصاد البلاد سينكمش ما بين 6.8% و12.4% هذا العام بناء على ما إذا كان الإغلاق الشامل المفروض بسبب فيروس كورونا منذ منتصف مارس آذار سيستمر 8 أسابيع أم 12 أسبوعا، ليظهر بذلك أهمية
بالنسبة للجنيه الإسترليني، فنجده وقد انخفض أيضاً مقابل الدولار الأمريكي، إلا أن تداولات الزوج بقيت في نطاقات محدودة نسبياً بين سعر 1.2499 وسعر 1.2415. ورغم قوّة الدولار، إلا أن تباطؤ انتشار فيروس كورونا في بريطانيا ساهم في تقليل الضغط على الزوج.
ورغم استقرار زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني في نفس النطاق المألوف، إلا أن الزوج يتداول في قليل من الارتفاع مستفيداً من ارتفاع الدولار نفسه. وتداول زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني في نطاق بين سعر 107.43 وسعر 107.93.
