ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملموس، وانخفض الدولار الأمريكي في الأسواق المالية، وشهدت مؤشرات الأسهم ارتفاعاً، بعد مفاجأة جديدة من الفيدرالي الأمريكي قدّمها للاقتصاد، في سبيل دعمه مع استمرار تفشّي فيروس كورونا في العالم. رغم تباطؤ انتشار فيروس كورونا، إلا أن الانتشار مستمر، وهذا يرجّح أن تبقى إغلاقات الحجر الحكومية مستمرة في عديد من الدول حول العالم، لتهدد النمو العالمي. وقدّم الفيدرالي هذه الخطوة في سبيل حماية الاقتصاد.
وأعلن الفيدرالي الأمريكي عن توفير قروض بمبلغ 2.3 ترليون دولار إضافية من أجل دعم الاقتصاد، إلى جانب توفير مساعدات لجميع الأسر والعاملين في الشركات بمختلف أحجامها. إلى جانب ذلك، أشار الفيدرالي إلى أنه سيتم شراء قروض بحجم يصل إلى 600 مليار دولار من برنامج القروض الرئيسي، لتوفير قروض للشركات الصغيرة والمتوسطة تصل إلى 75 مليار دولار.
كما أعلن الفيدرالي عن توسعة الإجراءات الائتمانية التسهيلية بمبلغ يصل إلى 850 مليار دولار، بل وأشار إلى أن هذا ليس كل شيء، بل سيستمر برقابة الأسواق لاتخاذ إجراءات أخرى عند الحاجة.
إجراءات الفدرالي الأمريكي تعني ضخ سيولة ضخمة وقياسية للاقتصاد، وتقف هذه الإجراءات إلى إجراءات سابقة من الحكومة الأمريكية والفيدرالي نفسه. وبذلك ربما يشهد الدولار مزيداً من الضغط الهابط.
وارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي مستفيداً من انخفاض الدولار، ورغم المستجدات التي أظهرت احتمال انكماش الاقتصاد الألماني الذي يعتبر أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بواقع 9.8% خلال الربع الثاني، إلا أن انخفاض الدولار ساهم في دفع الزوج للارتفاع.
كما ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار، خصوصاً بعد التصريحات التي أشارت إلى أن حالة رئيس الوزراء البريطاني جيدة رغم أنه في العناية المركزّة، واستفاد الزوج هو الآخر من إجراءات التحفيز التي قام بها الفيدرالي.
لكن بالنسبة للين الياباني، فكان ارتفاعه محدود مقابل الدولار الأمريكي، حيث انخفض الدولار مقابل الين الياباني بشكل طفيف، لأن أسواق الأسهم ارتفعت، مما دفع المتداولين لبيع الين الياباني إلى جانب الدولار الأمريكي، في سبيل التوجّه نحو أسواق العائد المرتفع.
والارتفاعات في أسواق الأسهم الأمريكية استمرت للجلسة الثانية على التوالي، حيث أن المتداولين في أسواق الأسهم يجدون بتحفيزات الفيدرالي الأمريكي والحكومة الأمريكية أسباب سوف تدعم ارتفاع كبير في الأسهم بعد انتهاء انتشار الفيروس، وأن الركود الاقتصادي في الولايات المتحدّة رغم أنه سيكون ركون عميق جداً، إلا أنه ذو فترة زمنية قليلة.
وساهمت أيضاً بيانات طلبات الإعانة الأسبوعية على انخفاض الدولار، بل وربما تكون أحد أسباب إقدام الفيدرالي على هذه الخطوة المفاجئة. وشهدت الولايات المتحدّة 6.606 مليون طلب إعانة جديد الأسبوع الماضي، بعد 6.867 مليون طلب، وهذه القيم كلها تعتبر قياسية بالنسبة لطلبات الإعانة، لتظهر احتمال تدهور كبير جداً في أسواق العمل الأمريكية، وهذا ما أكّده رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اليوم، بإشاراته إلى أن البطالة قد ترتفع بقوّة، رغم أنه أكد بأن الارتفاع سيكون مؤقّت.
أما أسعار النفط، فهي تتداول في تذبذب كبير جداً، انتظاراً لقرار منظّمة أوبك +، وسوف نراقب أي أحداث من المنظّمة وحلفاءها، مع آمال الأسواق أن يتم خفض الإنتاج بـ 10 مليون برميل، أو حتى 15 مليون برميل يومياً. ورغم أن هذا الخفض لن يعيد الاستقرار لأسواق الطاقة على المدى البعيد، إلا أن هذا الخفض يعتبر كتقليل تأثير انخفاض الطلب العالمي. ومن المتوقع أن ينخفض الطلب العالمي على النفط بحوالي 30% خلال الفترة المقبلة، وهذا يعني بمتوسط 30 مليون برميل يومياً. لذلك، حتى لو تم الاتفاق، فسوف يبقى فائض المعروض.
لكن ستكون المفاجأة في حال لم تتم الموافقة وحصلت مشكلات سياسية جديدة، وتحديداً من روسيا، أو أن يكون الخفض أكبر من 15 مليون برميل يومياً، وفي كلا الحالتين، قد نشهد تذبذب كبير جداً في أسعار النفط وحركات سعرية قد تكون كبيرة.
