انخفض الدولار الأمريكي اليوم مع تفضيل المتداولين للاستثمارات ذات العائد المرتفع، حيث أن تباطؤ انتشار فيروس كورونا لليوم الثالث في العالم، ومنه الولايات المتحدّة الأمريكية، أمر يزيد الآمال في أن يتم تخفيف إجراءات الحجر والإغلاقات الاقتصادية خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وينتظر المتداولون قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتوقع صدوره يوم غد الأربعاء، وتشير التوقعات لاحتمال أن يقدّم الفيدرالي مزيداً من خطط التحفيز الاقتصادي.
لكن، عانت أسواق الطاقة من ضغط هائل من جديد، وانخفض سعر عقود نفط غرب تكساس الأمريكي الخفيف لمستوى الـ10 دولار للبرميل، كما انخفضت أسعار عقود نفط القياس العالمي برنت لتلامس الأدنى عند سعر 18.70. وأظهرت أنباء صدرت عبر وكالة رويترز بأن منظّمة أوبك ضخّت كميات كبيرة من النفط خلال شهر أبريل الجاري، وهذا قبل أن يتم الاتفاق مجدداً بين أوبك ودول منتجة أخرى لخفض الإنتاج، والذي سيبدأ حيّز التنفيذ بداية الشهر المقبل مايو.
ويهدد انخفاض أسعار النفط العديد من شركات النفط حول العالم، شركات النفط الصخري على وجه الخصوص، التي أعدّت الكثير منها ملفات إعلان الإفلاس بحسب بلومبرغ. واليوم، أصدرت شركة BP عملاق النفط نتائج أعمال الربع الأول الماضي، لتظهر انخفاضاً بلغت نسبته 67% في الأرباح، لتحقق عوائد بلغت حوالي 800 مليون دولار. ورغم أن هذه النتائج جاءت أفضل من التوقعات، إلا أنها أظهرت انخفاضاً كبيراً من أرباح وصلت إلى 2.4 مليار دولار لنفس الفترة من العام الماضي.
ويقلق المتداولون في أسواق الطاقة من اقتراب امتلاء مساحات التخزين، حيث تم ملئ حوالي 85% من مساحات التخزين البريّة في العالم بحسب وكالة رويترز.
أما الدولار الأمريكي فقد توجّه للانخفاض بسبب بحث المتداولين عن استثمارات في عائد مرتفع، بسبب صدور بيانات أكّدت أن العديد من الشركات أظهرت انخفاضاً في الأرباح، مثل شركة نوفارتس وكذلك يو بي إس، رغم أن شركات أخرى تعاني من انتشار فيروس كورونا.
وارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية اليوم، وصعدت مؤشرات الأسهم الأمريكية في تداول عقودها الآجلة، مما دفع المتداولين للبحث عن استثمارات فيها. ويأمل المتداولون بأن يتعافى الاقتصاد العالمي بسرعة مع أنباء تثبت اقتراب موعد إعادة فتح اقتصاد العديد من الدول العظمى والكبرى خلال شهر مايو المقبل.
واستفاد اليورو من انخفاض الدولار، ليرتفع زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي ملامساً الأعلى عند سعر 1.0887 دولار لليورو الواحد، متجاهلاً تقرير أًصدره البنك المركزي الأوروبي أشار فيه إلى أن بنوك منطقة اليورو زادت الطلب على قروض الطوارئ خلال الربع الأوّل من هذه السنة، لمواجهة انخفاض العوائد.
وقام البنك المركزي الأوروبي بإجراء مسح لـ 144 مصرفاً في منطقة اليورو خلال الفترة بين الـ19 من شهر مارس والـ3 من أبريل، وقال المركزي بأنها قد يتم تخفيف شروط ومعايير الائتمان خلال الربع الثاني، بدعم إجراءات البنك المركزي، من أجل دعم الشركات التي تحتاج للإنقاذ في ظل تفشّي فيروس كورونا.
كما ارتفع زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي ملامساً الأعلى عند سعر 1.2516 دولار للجنيه الواحد، وانخفض زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني للأدنى عند 106.55 ين للدولار الواحد. واستفادت أزواج العملات من انخفاض الدولار الأمريكي نفسه، لترتفع العملات مقابله.
لكن الذهب لم يستفد كثيراً من انخفاض الدولار، بل انخفض المعدن الثمين ليلامس سعره الأدنى عند 1691 دولار للأونصة، فالمتداولون يتخلّون عن الملاذات الآمنة ويتوجّهون نحو الأصول مرتفعة العائد. لكن، قلّصت أسعار الذهب خسائرها لليوم، وعادت لتستقر فوق الـ1700 دولار.
