إن هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع أنت موافق على استخدامها. اقرا المزيد
النفط يتسبب في تحرّكات جنونية في الأسواق شاملةً الذهب والدولار والأسهم

النفط يتسبب في تحرّكات جنونية في الأسواق شاملةً الذهب والدولار والأسهم

21 أبريل 2020 04:01 م

انخفضت أسعار النفط الأمريكي الخفيف بشكل حاد وتاريخي يوم أمس، ولامست عقود النفط الأمريكي تسليم شهر مايو سعر -37 دولار (بالسالب)، أي أن المورّدين كانوا مجبرين على دفع مبالغ مالية للمشترين حتى يتم تفريغ حمولات النفط. وهذه الحادثة تعتبر الأولى عبر التاريخ بأن ينخفض سعر أحد الأصول للسالب بهذا الشهر، في أكبر انهيار تاريخي في سعر النفط. واليوم، يبدو بأن عدوى الانخفاض انتقلت لعقود النفط الأمريكي تسليم شهر يونيو وغيرها، إلى جانب انخفاض في سعر عقود نفط قياس المزيج العالمي برنت.

وهوى سعر برميل النفط الأمريكي الخفيف لعقود شهر يونيو للأدنى عند سعر 11.88 دولار قبل أن يرتد صعوداً ويتداول حول سعر 15 دولار للبرميل، كما هبطت عقود نفط برنت للأدنى عند 21.16 دولار، في انخفاض سعري كبير وسريع.

وصدر تقرير من شركة جولدمان ساكس، حذّرت فيه من التقلّبات بأسعار النفط، وقالت الشركة في تقريرها بأن أسواق النفط شهدت فائضاً مقداره 14 مليون برميل يومياً خلال شهر مارس، وبدأت مخزونات العالم في الامتلاء. وأكّدت الشركة في تقريرها بأنه من المتوقّع أن يستمر التقلّب بأسعار النفط، وأن آلام النفط الأمريكي بدأت لتوها وربما نشهد أسوأ فترات تاريخية في أسواق النفط.

وتسبب الانخفاض في أسعار النفط حالة من الهلع في الأسواق المالية، وانخفضت مؤشرات الأسهم في آسيا وأوروبا، وتداولت العقود الآجلة الأمريكية على انخفاض. انخفاض أسعار النفط يهدد شركات النفط حول العالم، خصوصاً شركات النفط الصخري. وبحسب خبراء، من المحتمل أن تعلن 533 شركة نفط صخري إفلاسها في حال استقرت الأسعار حول الـ20 دولار لفترة زمنية طويلة، فيما لو وصلت الأسعار إلى 10 دولار واستقرت عندها فترة زمنية، ربما نشهد عندها إفلاس ما يصل إلى 1100 شركة. ويعتبر السعر المحايد لأسعار النفط لشركات النفط الصخري عند 35 دولار، وأي قيمة ما دون هذا المستوى تهدد استمرار تلك الشركات.

وتوجّه المتداولون نحو الأصول الآمنة من العملات، حيث تم طلب الدولار الأمريكي والين الياباني، وكذلك الفرنك السويسري، وهي عملات ترتفع عندما تسود حالة القلق في الأسواق. لكن، يبدو أن للدولار والين الياباني النصيب الأكبر من الارتفاع.

وانخفض اليورو مقابل الدولار الأمريكي اليوم، ليلامس الأدنى عند سعر 1.0819 دولار لليورو الواحد، كما انخفض زوج الجنيه مقابل الدولار نحو مستويات ما دون الـ1.23 دولار للجنيه. بالنسبة للدولار الأسترالي، فقد انخفض إلى 0.6266 مقابل الدولار، وانخفض الدولار النيوزلندي إلى 0.5942 دولار أمريكي للدولار النيوزلندي الواحد. ونلاحظ أيضاً بأن عملات الدول الناشئة قد انخفضت بقوّة أمام الدولار، منها انخفاض الليرة التركية لمستويات اقتربت من 7 ليرات للدولار الأمريكي الواحد.

ويتوجّه المتداولون لطلب الدولار الأمريكي لتصفية الأصول، فالدولار يعتبر النقد الأول في العالم، ومع انخفاض أسعار الأصول مرتفعة العائد مثل الأسهم، يرتفع الدولار. ولم يستفد الذهب من طلب الملاذ الآمن، إذ أن المتداولون يفضّلون السيولة الدولارية على الذهب.

وانخفضت أسعار الذهب بعدما فشلت في الحفاظ على تداولها فوق الـ1700 دولار يوم أمس، وانخفضت أسعار المعدن الثمين إلى 1659 دولار للأونصة، مقارنة في مستوياتها الأعلى المتحققة خلال الجلسة عند 1697 دولار. ويعاني سعر الذهب من ضغط ارتفاع الدولار الأمريكي، كما أن المتداولون لا يحبّذون حالياً شراء الذهب في ظل تقلّب الأسعار الكبير.

وبالنظر إلى الدولار الكندي، فنجده قد انخفض انخفاضاً قوياً مقابل الدولار، للجلسة الثانية على التوالي، وانخفض أيضاً مقابل العديد من العملات. يتأثّر الدولار الكندي بانخفاض أسعار النفط، إذ أن كندا تعتبر مصدّرة للنفط، وانخفاض أسعار النفط عالمياً يضر في الاقتصاد. وارتفع الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي اليوم ليلامس الأعلى عند 1.4263 دولار كندي للدولار الأمريكي الواحد، معبّراً عن انخفاض سعر الدولار الكندي.

أما الين الياباني، فنجده أقرب للاستقرار مقابل الدولار الأمريكي، حيث شهد الين الياباني اليوم طلباً كبيراً إثر عمليات جني الأرباح من أسواق العائد المرتفع، ليهبط الدولار مقابل الين الياباني من مستواه الأعلى 107.78 إلى 107.27 ين ياباني للدولار الأمريكي الواحد، وهبوط الزوج يعبّر عن ارتفاع في الين الياباني. لكن، كانت حركة الزوج قليلة جداً، إذ أن الدولار الأمريكي أيضاً يجد طلباً مقابل عملات  أخرى في الأسواق.

وبالنسبة للفرنك السويسري، فقد شهد طلباً مقابل العديد من العملات، مثل اليورو والجنيه والعملات المرتبطة بالنمو مثل الدولار الأسترالي والنيوزلندي، لكنه لم يقوى على مقاومة ارتفاع الدولار الأمريكي، ليرتفع بذلك زوج الدولار مقابل الفرنك ملامساً الأعلى عند 0.9716 فرنك سويسري للدولار الأمريكي الواحد. لكن أيضاً بقيت حركة الزوج محدودة نسبياً، لأن الفرنك يجد بعض الطلب مقابل عدّة عملات أخرى.

وتفشّي فيروس كورونا هو الذي يسبب توقعات انخفاض الطلب العالمي على النفط، كما أن استمرار انتشار الفيروس في العالم ووصول عدد الإصابات لأكثر من 2.5 مليون إصابة، قد يجبر الحكومات على إبقاء فترات الإغلاق الاقتصادي والحظر لمزيد من الزمن، وبالتالي تعمّق الركود الاقتصادي العالمي.

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي بأنها تتوقّع أن يشهد الاقتصاد العالمي أسوأ أداء له منذ الكساد العظيم ثلاثينات القرن الماضي، مشيرة إلى مخاطر اقتصادية جمّة على الدول الناشئة بفعل انتشار فيروس كورونا. في نفس الوقت، نجد بأن انخفاض أسعار النفط حالياً سيضغط على اقتصاد الدول المنتجة مثل السعودية وروسيا وغيرهما، مما سيزيد مخاطر تعمّق الركود الاقتصادي في تلك الدول.

ومع توقعات ركود الاقتصاد العالمي، جاء انخفاض النفط كضربة أخرى للاقتصاد، فقد أشارت شركة جولدمان ساكس بأن أكثر من 15 ألف وظيفة قد فقدت من شركات مرتبطة أعمالها في شركات النفط من شركات شحن وأدوات وصناعة وبناء، والانخفاض الحالي بالأسعار قد يسبب مزيداً من الانخفاض في الوظائف، وهذا بالتالي سيضغط كثيراً على الاقتصاد العالمي الذي يشهد بالفعل ارتفاعاً بنسب البطالة، مما يهدد بركود اقتصادي طويل الأمد، ولا ينتهي بمجرّد احتواء فيروس كورونا.

وسرحت شركة هاليبورتون الأمريكية 3,500 عامل من المقر الرئيسي في هيوستن خلال الشهر الماضي، وفي أوكلاهوما خفضت الشركة 50 عامل بعد خسارتها عملها مع العملاق آي أو جي ريسورسز. وتتعرض شركات الخدمات النفطية لضربة أعنف. فمع إشهار شركات الحفر إفلاسها، يمتد الألم لأطراف الصناعة بأكملها.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط