تستمر معاناة الدولار الأمريكي بسبب تعرّضه لعمليات بيع كبيرة في ظل توجّه المتداولين لأسواق العائد المرتفع. وأظهرت البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم فقدان 2.76 مليون مواطن أمريكي لوظائفهم من القطاع الخاص، لكن هذا جاء بأفضل كثيراً من التوقعات التي أشارت لاحتمال أن يفقد 9 ملايين مواطن لوظائفهم. بيانات مؤشر ADP للوظائف القطاع الخاص رغم أنها ما زالت تشير لضعف كبير في أسواق الوظائف، إلا أنها أعطت قيماً أفضل بكثير مما كان متوقعا، وبالتالي انخفضت أسعار الذهب مرافقة لارتفاع كبير في أسواق الأسهم، رغم تعرّض الدولار لانخفاض ملموس للجلسة السابعة على التوالي.
وانخفضت أسعار الذهب بعدما لامست اليوم الأعلى لها عند سعر 1731.00 دولار لتصل للأدنى عند سعر 1702 دولار تقريباًـ، لتفقد حوالي 29 دولار من قيمتها مع توجّه المتداولين لأسواق العائد المرتفع. وقام المتداولون ببيع الذهب لجني الأرباح من المعادن الثمينة بعدما أظهرت أيضاً بيانات الصين اليوم نمو قطاع الخدمات الصيني في أسرع وتيرة له منذ عام 2010، مما زاد التفاؤل من أن يعود الاقتصاد العالمي للنمو خلال النصف الثاني من هذه السنة.
وارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل قوي، وحقق مؤشر داوجونز للأسهم الصناعية الأمريكية تداولات فوق الـ26 ألف نقطة في تداولات بداية الجلسة الأمريكية اليوم. كما ارفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 فوق الـ3100 نقطة.
ومع ارتفاعات أسواق الأسهم، وتعرّض الدولار لعمليات بيع، شهد الين الياباني أيضاً عمليات بيع كبيرة مما جعله يستقر في مستويات بين 108.41 و10.83 ين للدولار الأمريكي الواحد، وتذبذب زوج الدولار مقابل الين في نطاق ضيق بعدما ارتفع أمس، حيث أن الين الياباني يشهد أيضاً عمليات بيع كبيرة في ظل توجه المتداولين لبيع الين الياباني والتوجّه لأسواق العائد المرتفع.
وارتفع اليورو مقابل الدولار ملامساً الأعلى عند سعر 1.1226 دولار لليورو الواحد، بعدما كان قد لامس الأدنى عند 1.1165 دولار، واستفاد الزوج من ضعف الدولار، خصوصاً مع بيانات البطالة التي صدرت اليوم من أوروبا لتشير لارتفاع أقل بكثير مما كان متوقعا، لترتفع البطالة من 7.1% إلى 7.3%، فيما كانت التوقعات تشير لاحتمال ارتفاع إلى 8.2%ـ
كما ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار، بعدما أظهرت بيانات مؤشر مدراء المشتريات لقطاع الخدمات انكماشاً أقل مما كان متوقعا، ظهر بقيمة مؤشر مدراء المشتريات عند 29.0 نقطة. وارتفع زوج الجنيه مقابل الدولار من سعر 1.2543 ليلامس الأعلى عند سعر 1.2611 دولار للجنيه الإسترليني الواحد. لكن قلّص الجنيه بعضاً من مكاسبه، مع انتظار المتداولين لأي مستجدات بخصوص العلاقات التجارية بين أوروبا وبريطانيا في خضم مرحلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتذبذبت أسعار النفط بعنف شديد، حيث ارتفعت للأعلى عند سعر 38.16 دولار للبرميل الواحد من النفط الأمريكي الخفيف عقود تسليم شهر يونيو، لكنها عادت وانخفضت للأدنى عند 36.07. لكن بعد ذلك، عاد السعر للارتفاع من جديد ويتداول فوق الـ36.80 دولار، ليتداول في مستويات شبه حيادية مع قليل من الميل للارتفاع، مع انتظار المتداولين لأي مستجدات بخصوص اجتماع الدول المنتجة.
وتم الإشارة عبر وكالة رويترز إلى أن السعودية وروسيا تتفقان على تخفيضات إنتاج النفط وتضغطان على الامتثال لتلك التخفيضات، ويأمل المتداولون أن تتم مراقبة مستويات الطلب العالمي من قبل الدول المنتجة.
بشكل عام، تشهد الأسواق المالية اليوم حالة من التذبذب الكبير، لكنها تصب في صالح الثقة في الأسواق، ويتجاهل المتداولون حقائق ركود الاقتصاد العالمي في أسوأ ركود له منذ 90 عاماً، ويتجاهلون أيضاً التوترات السياسية الأمريكية داخلياً وخارجياً، ويأملون بعودة قوية للاقتصاد العالمي خلال النصف الثاني من هذه السنة، مما يدفعهم نحو أسواق العائد المرتفع، ويتضرر الدولار من ذلك، فيما أسعار الذهب فقدت جزء ملموس من مكاسبها السابقة.
