إن هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع أنت موافق على استخدامها. اقرا المزيد
الأسواق في تذبذب بين آمال تحفيزات اقتصادية وانهيار النفط وركود اقتصادي محتمل

الأسواق في تذبذب بين آمال تحفيزات اقتصادية وانهيار النفط وركود اقتصادي محتمل

22 أبريل 2020 02:43 م

تشهد الأسواق المالية والأدوات فيها تذبذباً ملموساً وحيرة في التداولات، متأثّرة في مثلث من المؤثّرات فيها، رأسه آمال تحفيزات اقتصادية، وزواياه السفلية انهيار أسعار النفط وتوقعات ركود اقتصادي عميق قد يكون الأسوأ منذ الكساد العظيم ثلاثينات القرن الماضي.

وانخفضت أسعار النفط بقوّة متأثّرة بأنباء امتلاء المخزون، إلى جانب توقعات بانخفاض الطلب العالمي بأكثر مما كان متوقعا مسبقاً. وأشارت التقديرات السابقة لاحتمال انخفاض الطلب العالمي بواقع 20 إلى 30 مليون برميل يومياً، إلا أن التقديرات الحالية تشير لاحتمال انخفاض أكبر قد يصل إلى 40 أو حتى 50 ألف برميل يومياً.

وامتلاء سعة التخزين سبب آخر ضرب في الطلب العالمي على النفط، فحتى الدول التي حاولت استغلال انخفاض الأسعار لملئ المخزون، وصلت حدّاً أصبح مطلوباً استئجار المزيد من المساحات التخزينية. لذلك، لاحظنا بقاء الضغط على أسعار النفط.

وانخفاض أسعار النفط إلى جانب الإغلاقات الحكومية بسبب فيروس كورونا، كلها أسباب تثقل على توقعات النمو في الاقتصاد العالمي، مما أجبر الحكومات على وضع خطط تحفيزية هائلة إلى جانب البنوك المركزية. ووافق مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع يوم أمس على تمويل إضافي بقيمة 484 مليار دولار لتخفيف تداعيات فيروس كورونا على اقتصاد الولايات المتحدة، وهذا يضاف إلى خطط تحفيز سابقة بلغ مقدارها 2.3 مليار دولار، لمواجهة فيروس كورونا.

ويبدو أن عديداً من الدول بما فيها إيطاليا تتجه لتخفيف قيود شاملة تهدف لاحتواء فيروس كورونا، إلا أن تخفيف القيود لن يعيد الاقتصاد للنمو بشكله المعتاد، وقد يبقى الضغط على توقعات النمو الاقتصادي على مستوى العالم.

واستطاعت مؤشرات الأسهم الأمريكية اليوم الارتفاع في تداول عقودها الآجلة، ليلامس مؤشر داوجونز الصناعي الأعلى عند 23395 نقطة، كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لكبرى الشركات الأمريكية ليلامس الأعلى 2785 نقطة. لكن، بقي الارتفاع محدوداً حتى هذه اللحظة، مع تزايد الإشارات باحتمالية ركود اقتصادي عميق في الولايات المتحدّة. ووصل عدد الإصابات بفيروس كورونا لأكثر من 819 ألف إصابة، وتم تسجيل قرابة الـ26 ألف إصابة يوم أمس، ما يظهر استمرار تفشّي الفيروس في الولايات المتحدّة، مما يبقي على الشكوك في عودة الظروف الاقتصادية على ما كانت عليه في وقت قريب.

في أوروبا، ارتفعت أيضاً مؤشرات الأسهم، وحقق مؤشر داكس الألماني مكاسب زادت عن الـ1%، كما ارتفع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة تقارب الـ0.50%. على مستوى تداولات مؤشر يورو ستوكس إكس 600، فقد ارتفع بنسبة تقارب الـ1.2%.

وبذلك، نلاحظ بعض التوجّه لأسواق الأسهم مع أنباء توقّع تخفيف إجراءات العزل في كثير من الدول في العالم. بالتالي، انخفض الدولار الأمريكي بشكل طفيف مقابل العديد من العملات الأجنبية الأخرى اليوم.

وارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي ليلامس الأعلى عند سعر 1.0884 دولار، وارتفع الجنيه الإسترليني ملامساً الأعلى عند 1.2384 دولار. بالنسبة للدولار الأسترالي، فقد حقق مكاسب ملموسة حقق من خلالها الأعلى عند سعر 0.6351 دولار، حيث ساهمت بيانات مبيعات التجزئة الأسترالية على دفع الزوج للارتفاع، بإظهارها نمو فاق التوقعات مقداره 8.2% في مبيعات التجزئة خلال شهر مارس الماضي.

ورغم ارتفاع أسواق العائد المرتفع، إلا أن أسعار الذهب استطاعت الارتفاع اليوم، لتلامس الأعلى عند سعر 1706 قبل أن تعود وتتداول ضمن نطاقات حول سعر 1695.00 – 1700.00 دولار. والارتفاع الذي شهده سعر الذهب سببه توجّه المتداولين لطلب الذهب كأصل خفض للمخاطر في استثماراتهم الأخرى في أسواق العائد المرتفع.

وبقيت أسعار النفط اليوم تحت ضغط هائل، ليصل سعر برميل نفط برنت لمستوياته الأدنى منذ عام 1999، وهبط سعر عقود النفط الأمريكي الخفيف تسليم شهر يونيو المقبل إلى 10.26 دولار للبرميل، وهذا المستوى لعقود النفط الأمريكي الخفيف يعتبر ثاني أدنى مستوى تاريخي بعدما حققت عقود شهر مايو المقبل مستويات سالبة منخفضة جداً مغلقة عند -37 دولار.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط