إن هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع أنت موافق على استخدامها. اقرا المزيد
الأسواق شبه متأكدّة الآن بأن الفيدرالي سيقدّم خططا ً تحفيزية جديدة بعد تدهور الاقتصاد

الأسواق شبه متأكدّة الآن بأن الفيدرالي سيقدّم خططا ً تحفيزية جديدة بعد تدهور الاقتصاد

29 أبريل 2020 06:07 م

أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي التي صدرت اليوم انكماشاً بلغت نسبته 4.8% في الناتج المحلي الإجمالي، وجاء هذا الانكماش أكثر عمقاً مما كان متوقع سابقاً، لينهي بذلك الاقتصاد الأمريكي أطول فترة نمو تاريخية، من خلال أسوأ انكماش يحصل في الاقتصاد منذ الربع الرابع عام 2008.

والبيانات التي صدرت اليوم، جاءت والمتداولون في انتظار قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ولذلك، من المحتمل جداً أن يقدّم الفيدرالي خططاً جديدة لتحفيز الاقتصاد الذي تبدو عليه علامات الضعف الكبير، ومن المحتمل جداً أن يكون في ركود، إذ أن التوقعات تشير لاحتمال انكماش أكثر عمقاً خلال الربع الثاني من هذه السنة، بنسب قد تصل إلى -34%.

وقلّص الدولار الأمريكي من خسائره بعد صدور البيانات، إذ أن المتداولين قاموا بجني بعض الأرباح من أسواق العائد المرتفع، مثل أسواق الأسهم. لكن، يبقى الدولار الأمريكي منخفضاً اليوم مقابل سلّة العملات الرئيسية، في ظل توقعات أن يقدّم الفيدرالي مزيداً من التسهيلات الداعمة للاقتصاد، وربما يتوجّه نحو تقديم تحفيز للشركات الصغيرة وكذلك استراتيجيات توجّه التسهيلات الائتمانية نحو المستهلك.

وكان اليورو قد ارتفع مقابل الدولار الأمريكي ليلامس الأعلى عند سعر 1.0873 دولار لليورو الواحد، وتجاهل المتداولون حقيقة الضعف الاقتصادي الحاد في منطقة اليورو وخفض مؤسسة "فيتش" التصنيف الائتماني لإيطاليا من BBB إلى -BBB، وذلك لأن المتداولون متفائلون نوعاً ما من احتمالية تخفيف إجراءات الحجر في عديد من دول العالم، مما يدفعهم لبيع الدولار في سبيل التوجّه لأصول ذات عائد مرتفع.

لكن الجنيه الإسترليني لم يحالفه الحظ كما حصل مع اليورو، فلقد خسر أغلب مكاسب اليوم، وعاد ليتداول على بعض الانخفاض الطفيف بعدما لامس الأعلى عند سعر 1.2484. وكان الجنيه قد لامس الأدنى مقابل الدولار عند سعر 1.2387 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، متأثّراً في أنباء أفادت بأكبر انخفاض في عوائد الشركات البريطانية خلال الربع الرابع الماضي من عام 2019 منذ 10 سنوات، متأثّرة في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. والآن، جاء فيروس كورونا ليكمل مسيرة الضعف للاقتصاد الملكي، والذي من المحتمل أن يكون في ركود عميق جداً.

وشهد الين الياباني أداءً متبايناً مقابل العملات، فقد انخفض مقابل اليورو، إلا أنه ارتفع مقابل الدولار والجنيه الإسترليني. وقد انخفض الدولار مقابل الين الياباني اليوم ليلامس الأدنى عند سعر 106.34.

أما أسعار الذهب، فلم تستفد من الانخفاض الذي حصل في الدولار، بل أن المتداولين فضّلوا التوجّه للأصول مرتفعة العائد، مما دفع أسعار الذهب للبقاء ضمن اتجاه هابط للجلسة الرابعة على التوالي. إلى جانب ذلك، المتداولون الذين يبحثون عن أصول الملاذ الآمن، يفضلوّن منذ بداية الأسبوع السندات الأمريكية، في وقت من المحتمل فيه أن يقوم الفيدرالي بشراء مزيد من السندات، ويقوم بضمان قروض وسندات شركات متعثّرة، مما يجعل المتداولين يستفيدون من تلك السندات في حال الحاجة لملاذ آمن.

وانخفض سعر الذهب اليوم ليلامس الأدنى عند سعر 1697 دولار للأونصة الواحدة، وبعد محاولات الارتفاع، لم يستطع تحقيق أسعار تفوق الـ 1712 دولار، إذ أن الضغوط عادت للسعر ويتداول حالياً في مستويات قريبة من الحاجز النفسي 1700 دولار.

أما أسعار النفط، فقد ارتفعت اليوم، حتى أن عقود نفط برنت تسليم شهر يونيو استطاعت تعويض كامل خسائر الأسبوع، وترتفع اليوم لتلامس الأعلى عند سعر 23.83 دولار للبرميل الواحد. أما عقود غرب تكساس الخفيف، فقد ارتفعت لتلامس الأعلى عند سعر 16.64 دولار للبرميل الواحد.

بشكل عام، تحسّنت توقعات أسعار النفط نوعاً ما، مع اقتراب موعد تنفيذ اتفاق خفض الإنتاج من منظّمة أوبك وحلفاءها، ودول منتجة أخرى. لكن مع ذلك، كل الارتفاعات التي حصلت على أسعار النفط ما تزال محدودة نسبياً لو تم مقارنتها بالانخفاض الذي حصل الأسبوع الماضي، حيث أن أسواق الطاقة ما زالت تعاني تخمة المعروض واقتراب مخزونات النفط من الامتلاء عالمياً.

وربما ستحتاج أسعار النفط لإثبات عودة استقرار الطلب عالمياً، وإلا بقيت الأسعار في مستويات منخفضة، حتى مع الارتفاع الذي حصل اليوم.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط