إن هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع أنت موافق على استخدامها. اقرا المزيد
الأسواق تعيش فترة هدوء ما قبل العاصفة، والمتداولون يتأهّبون لفرص تداول متعددة

الأسواق تعيش فترة هدوء ما قبل العاصفة، والمتداولون يتأهّبون لفرص تداول متعددة

13 مايو 2020 01:39 م

استقرت تداولات أزواج العملات وكذلك الذهب والفضة والنفط ضمن نطاقات محدودة خلال هذا الأسبوع. ورغم أننا شهدنا بعض التحرّكات على أزواج محددة مثل الجنيه الإسترليني مقابل الدولار والين الياباني، وكذلك الدولار النيوزلندي، إلا أن هذه التحرّكات تعتبر أيضاً محدودة مقارنة في أهمية البيانات الاقتصادية والمستجدات الأساسية التي حصلت. لكن، يبدو أن ذلك لن يدوم طويلاً، فالأسواق تتكتّل حالياً ضمن حركات عرضية لتكتسب عزماً من جديد وتدخل في اتجاهات سعرية قد توفّر الكثير من فرص التداول للمتداولين.

ونبدأ اليوم مع بيانات بريطانيا الاقتصادية، التي أثبتت أسوأ انكماش في المملكة منذ الربع الرابع عام 2008، حيث أفادت البيانات اليوم بانكماش الاقتصاد البريطاني بنسبة 2.0%. ورغم أن الانكماش الذي حصل وظهرت بياناته اليوم أقل سوءاً من التوقعات، إلا أنه ما يزال يظهر مدى تضرر الاقتصاد، ليس فقط من انتشار فيروس كورونا، بل أيضاً من الظروف الاقتصادية التي تسبب فيها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وانخفض الجنيه الإسترليني ليلامس الأدنى اليوم عند سعر 1.2250 دولار للجنيه الواحد، قبل أن يعود للارتفاع من جديد. وحقق الزوج الأعلى اليوم عند سعر 1.2314. ونطاق التداول الذي تداول فيه الزوج اليوم يعتبر ضيقاً مقارنة بأهمية بيانات النمو التي صدرت. أما اليورو، فقد تداول في نطاق غاية في الضيق، بين سعر 1.0829 من الأسفل و1.0856 من الأعلى، ويتداول الزوج منذ عدّة أيام في نطاقات محدودة جداً.

حتى الين الياباني، الذي انخفض خلال تداولات بداية هذا الأسبوع، ووصل الدولار حينها الأعلى مقابله عند 107.76 ين للدولار الواحد، إلا أن الدولار عاد للانخفاض مقابل الين الياباني ليتداول اليوم في نطاق ضيق بين سعر 106.95 و107.26 ين للدولار الأمريكي الواحد.

وشهد الدولار النيوزلندي انخفاضاً ملموساً اليوم، ليخفض من سعر 0.6097 نحو الأدنى عند 0.5999 بعدما قرر الاحتياطي النيوزلندي توسعة برنامج شراء الأصول من 33 مليار إلى 60 مليار دولار نيوزلندي، لكن حتى هذه التحرّكات على الزوج تعتبر ضعيفة في ظل ما قدّمه بنك نيوزلندا اليوم.

بالانتقال لأسعار المعادن الثمينة، فهي تتداول ضمن نطاق ضيق أيضاً منذ أيام عديدة، واليوم، تداول سعر الذهب بين الأدنى 1699.00 والأعلى 1706.00 دولار للأونصة، وتداول سعر الفضة بين الأعلى 15.55 والأدنى 15.38. فنلاحظ بأن النطاقات المحدودة الضيقة ما تزال مؤثّرة على الأسعار.

وللجلسة الـسادسة على التوالي، تتداول أسعار النفط الأمريكي الخفيف ضمن نطاق محدود، واليوم شهدنا تداولات ضيقة للغاية لعقود النفط الأمريكي الخفيف تسليم شهر يونيو، حيث تداولت بين سعر 25.06 من الأسفل وسعر 25.78 دولار للبرميل الواحد. وتداول سعر عقود نفط برنت في نطاق أقل من دولار واحد بين الأعلى والأدنى.

لكن، لا يبدو بأن الحال سيبقى على حاله خلال الفترة المقبلة، والأسواق المالية حالياً تحاول اكتساب عزم جديد لتحديد اتجاهها بشكل أفضل. فالمستجدات الاقتصادية متعددة، وتم إثبات ركود اقتصادي عالمي هو الأسوأ منذ الكساد العظيم بحسب توقعات صندوق النقد الدولي وتصريحات مديرته الأخيرة، والتي أشارت فيها إلى احتمال خفض توقعات النمو الاقتصادي العالمي مجدداً مع انتشار فيروس كورونا.

والبيانات الاقتصادية التي صدرت أمس من الولايات المتحدّة مظهرة انخفاض الأسعار بنسبة 0.8% خلال الشهر الماضي نيسان، أقلقت كل من يتابع الاقتصاد الأمريكي، إذ أن انخفاض الأسعار يعني انخفاض في الإنفاق الاستهلاكي الذي يشكّل 70% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، وبالتالي ربما تتحقق أكبر مخاوف المتابعين للاقتصاد الأمريكي، في ركود هو الأسوأ منذ 90 عاماً مضت، إن لم يكن بالفعل أسوأ انكماش تاريخي بفعل تفشّي فيروس كورونا.

وما يجعل الأسواق تنتظر تحرّكات ملموسة خلال الفترة المقبلة، هو المستجدات السياسية بين الولايات المتحدّة والصين. فبعد اتهامات الرئيس الأمريكي ترامب للصين بأنها أخفت معلومات عن فيروس كورونا، وأنها لم تتخذ الإجراءات الكفيلة في منع انتشاره عالمياً، جاء يوم أمس ليطلب من مجلس إدارة صندوق التقاعد الفيدرالي بعدم الاستثمار في أموال الشركات الصينية، عقب راسة وجهها المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض قال فيها أنه من المهم أن يتوقّف الصندوق على الفور.

إلى جانب ذلك، حذّرت الخارجية الصينية اليوم من دعوات الرئيس الأمريكي من عدم الاستثمار في الشركات الصينية، مشيرة إلى أن هذا من شأنه أن يعرّقل العلاقات الاستثمارية بذريعة الأمن القومي، وقالت وزارة الخارجية الصينية بأن هذا يتعارض مع القانون الاقتصادي.

ومع تزايد التوترات السياسية بين الحين والآخر بين الولايات المتحدّة، وظهور معالم تثبت ركوداً لم يشهده هذا الجيل، بل ربما أجيال سابقة من البشر، ربما نشهد تحركات سعرية كبيرة خلال الفترة المقبلة في أي لحظة. ولو نظرنا إلى الحقائق الاقتصادية وتوجهات البنوك المركزية، فهي كلها داعمة لارتفاع أسعار المعادن الثمينة. وبالنسبة للعملات، يراقب المتداولون اليوم حديث محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والذي قد يكون له تأثير على أزواج العملات وكذلك المعادن الثمينة وأسواق الأسهم.

أما أسعار النفط، فلم نشهد ارتفاعها بشكل كبير بعد تصريحات السعودية والكويت والإمارات عن توجّه نحو خفض الإنتاج بأكثر مما هو متفق عليه مع منظّمة أوبك+، بل شهدنا توتّراً وتذبذباً بالأسعار في ظل قلق المتداولين من انخفاض أكثر مما هو متوقع في الطلب العالمي بسبب عدم فتح الاقتصاديات في العالم بشكل كبير، بل اقتصر فتح الاقتصاد على عدّة مجالات وبشكل محدود. كذلك، يخشى المتداولون من موجة ثانية لانتشار فيروس كورونا، والتي من شأنها أن تقوّض أي آمال بتعافي سريع للطلب العالمي.

ننتظر اليوم كذلك بيانات المخزون الأمريكي، والتي من شأنها أن تكون مؤثّرة ولو قليلاً في أسعار النفط. لكن، سيظل المتداولون في الأسواق في انتظار تأكيدات حول فروقات الطلب والعرض، لتحديد اتجاه أسعار النفط في العالم.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط