إن هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع أنت موافق على استخدامها. اقرا المزيد
أسعار الذهب تحلّق مرتفعة مع ارتفاع الأسهم، والدولار الأمريكي ينخفض أمام العملات

أسعار الذهب تحلّق مرتفعة مع ارتفاع الأسهم، والدولار الأمريكي ينخفض أمام العملات

14 أبريل 2020 04:07 م

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملموس لتلامس أعلى مستوياتها منذ شهر نوفمبر عام 2012، مستفيدة من طلب الملاذ الآمن في ظل توقعات ركود اقتصادي عالمي، وبفعل توقعات انخفاض القدرة الشرائية للنقد مع توجّه البنوك المركزية لتحفيزات اقتصادية هائلة. لكن استطاعت مؤشرات الأسهم الرئيسية الارتفاع، مستفيدة من تحفيز الحكومات حول العام والبنوك المركزية للاقتصاد، مما قد يجعل التعافي الاقتصادي سريع بعد انتهاء الركود الذي دخله الاقتصاد بالفعل. أما الدولار الأمريكي، فيشهد ضغطاً كبيراً بعدما أفادت أنباء بأن الموازنة الأمريكية ربما ستشهد أكبر عجز قياسي سيصل إلى 3.8 تريليون دولار.

والارتفاع في أسعار الذهب دفع المعدن الثمين لمستويات فوق 1730 دولار للأونصة، في مكاسب ملموسة. ضخّت الحكومات حول العالم تريليونات من الدولارات، كما قامت البنوك المركزية حول العالم بالمثل. لكن يرافق كل ذلك حقيقة أن الاقتصاد العالمي قد دخل في الركود فعلاً، مما تسبب توجّهاً للذهب كملاذ آمن. وساهم انخفاض الدولار الأمريكي اليوم بدفع الذهب لمزيد من الارتفاع.

ويشهد الدولار الأمريكي انخفاضاً ملموساً، متأثّراً في سياسات الفيدرالي الأمريكي والحكومة الأمريكية، فقد تم ضخ التريليونات من الدولارات للاقتصاد، لكن في نفس الوقت، أصبح المتداولون أكثر قلقاً من احتمال ارتفاع عجز الموازنة ليعادل 18.7% من الناتج المحلي الإجمالي. كما ساهم الارتفاع في مؤشرات الأسهم على دفع الدولار للانخفاض، إذ تعرّض الدولار لموجة بيع في سبيل التوجّه لأسواق الأسهم.

وقالت شركة أمازون دوت كوم بأنها بصدد توظيف 75 ألف موظف جديد، بالإضافة لتوظيف الـ100 ألف موظف الذي تم سابقاً، وهذا ما أعطى آمالاً بالأسواق المالية بأن هنالك شركات قد تستفيد من جائحة كورونا، لتفتح بذلك العديد من الفرص الاستثمارية. لكن من الناحية الأخرى، هنالك شركات قد تشهد انخفاضاً حاداً في العوائد، وصدر مؤخّراً إعلان جي بي مورجان أكد انخفاضاً في الأرباح في الربع الأول 2020 بنحو 70% إلى 2.8 مليار دولار، وهبط صافي الدخل إلى 2.87 مليار دولار، أو 78 سنتا للسهم، في الربع المنتهي في 31 مارس آذار، مقارنة مع 9.18 مليار دولار، أو 2.65 دولار للسهم، قبل عام.

لذلك، نلاحظ هنا تبريراً لما يحصل كحركة مؤشرات الأسهم وأسعار الذهب، فالمتداولون يتوجّهون بالفعل لأسواق العائد المرتفع، لكن مع الحذر والقلق الكبير مما يحفّز أيضاً طلب الذهب لتغطية مخاطر تلك الاستثمارات، فيما الدولار الأمريكي يشهد ضغطاً ملموساً اليوم.

وأصدر صندوق النقد الدولي توقعات اليوم، أفاد فيها إلى أن الاقتصاد العالمي من المرجّح جدّاً أن يشهد أسوأ ركود اقتصادي منذ ثلاثينات القرن الماضي، مع استمرار تفشّي فيروس كورونا.

وقال مكتب مسؤولية الميزانية في بريطانيا إن اقتصاد البلاد قد ينكمش بنسبة 35% خلال الربع الثاني من هذه السنة، وربما يصل عجز الموازنة إلى 273 مليار جنيه إسترليني خلال السنة الضريبية 2020-2021. وأكّد المكتب إن التوقعات مبنية على افتراض أن إجراءات العزل العام ستستمر لثلاثة أشهر تعقبها فترة ثلاثة أشهر أخرى يجري خلالها رفع القيود جزئيا.

لكن، استطاع الجنيه الإسترليني الارتفاع مقابل الدولار الأمريكي، مستفيداً من ضعف الدولار نفسه. فالولايات المتحدّة تقوم بخطط تحفيزية هائلة، مع احتمال أن نشهد ركوداً اقتصادي حاد وعميق في الولايات المتحدّة أيضاً، وكلما زاد ضخ السيولة للاقتصاد، قد يشهد الدولار الأمريكي مزيداً من الضغط.

كما شهد اليورو ارتفاعاً مقابل الدولار الأمريكي، فرغم توقعات الركود العميق في اقتصاد منطقة اليورو، إلا أن اليورو استفاد من انخفاض الدولار، ليحقق بعض المكاسب هذا اليوم ويرتفع.

وأفادت ثلاثة مصادر مطلعة بحسب ما ورد في وكالة رويترز، بأن وزارة الزراعة الأمريكية ستنفق ما يصل إلى 15.5 مليار دولار كمرحلة أولية في خطتها لدعم سلاسل إمداد الغذاء في البلاد التي تعاني من تبعات تفشي فيروس كورونا المستجد، وهذا بالتالي دلالة على استمرار ضخ السيولة الدولارية لأسواق، والتي دفعت الدولار للانخفاض مقابل اليورو، ويرتفع زوج اليورو دولار، متجاهلاً أنباء أفادت عن احتمالية انكماش حاد في فرنسا.

وقال وزير المالية الفرنسي اليوم إن من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد 8% هذا العام بدلا من ستة بالمئة التي أعلن عنها يوم الخميس معدلا الأرقام ليضع في الحسبان فترات توقف أطول للأنشطة. فقد أعلنت فرنسا عن تمديد حالة الإغلاق للسيطرة على جائحة كورونا حتى شهر مايو المقبل.

كذلك الأمر في عديد من الدول في العالم، فقد تم إجراء تمديد لإجراءات العزل والإغلاقات الاقتصادية، لمحاولة الحد من انتشار فيروس كورونا الذي أصاب حتى الآن ما يقارب الـ2 مليون شخص منذ بدأ انتشاره.

حتى الين الياباني الذي يتم استخدامه لتزويد متاجرة في الأصول مرتفعة العائد، إلا أن الدولار انخفض أمامه أيضاً، فالظروف الاقتصادية العالمية ما تزال غير واضحة، ويشهد الين الياباني طلباً بين الحين والآخر على حساب الدولار، مما يدفع زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني للانخفاض.

وبالنظر إلى القطاعات الاقتصادية المختلفة، صدرت اليوم توقعات من اتحاد النقل الجوي أشارت لاحتمال أن تفقد شركات الطيران حوالي 314 مليار دولار بتأثير من انتشار فيروس كورونا، وهذا يظهر مدى تضرر العديد من القطاعات في العالم، وهذا ما يجعل الأسواق المالية تتحرّك في تذبذب وتباين في الأداء، على مستوى القطاع والشركات وكذلك الدول.

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط