في الوقت الذي يتراجع فيه معدلات الطلب العالمية مع كسر سلاسل التوريد وتوقف العديد من المصانع أعمالها في كافة دول العالم وبالأخص الدول الاقتصادية الكبرى مع تفشي وباء فيروس كورونا، ازدادت الضغوطات على أسعار النفط العالمية وبالأخص في الوقت الذي بدأت فيه حرب الأسعار بين المملكة العربية السعودية وروسيا.
ومع استمرار الأزمة وعدم توصل اجتماعات أوبك مع الدول الخارجية إلى اتفاق خفض الانتاج قوي يعادل تراجع الطلب العالمي بتلك الوتيرة انهارت أسعار النفط الأمريكية لتسجل مستويات قياسية جديدة عند 20 دولار للبرميل. ولكن ما شغل بال الأسواق مساء أمس انهيار العقود الآجلة تسليم مايو إلى النطاق السلبي مع امتلاء خزانات النفط وسط حالة من انعدام الطلب العالمي، أي أن اضطر البائعون لدفع الأموال للمشترين لتخزين النفط، بل وصلت إلى أدنى مستوياتها التاريخية عند -40 دولار للبرميل قبل أن تبدأ في التعافي مجددًأ وتعود إلى مستويات الدولار مرة أخرى صباح اليوم.
وحتى الأن تبقى توقعاتنا السلبية قائمة للنفط الفترة المقبلة مع احتمالية وجود بعض التصحيح الصاعد خاصة بعد زيارة تلك المستويات التاريخية، إلا أن استمرار إعلان حالة الطوراىء في أغلب دول العالم وعدم التوصل لمصل علاجي لفيروس كورونا، سيبقى الوضع كما هو عليه.
وبالطبع تأثرت أسواق الأسهم الأمريكية كثيرًا جراء تحركات النفط العنيفة ليفشل مؤشر الداو جونز في الاستقرار أعلى مستويات 24000 ليتراجع من جديد صوب مستويات 23435 وتبقى توقعاتنا السلبية قائمة خاصة مع كسر نموذج الوتد اصلاعد والذي سيدعم استمرار تراجعه صوب مستويات 22340.
وأخيرًا.. بدأ الذهب في التراجع من جديد من أعلى مستوياته منذ 2012 ليعود للتداول دون مستويات 1700 دولار للأونصة. وبالرغم من ارتفاع حالة العزوف عن المخاطرة والتي تساهم في زيادة الطلب على الملاذات الآمنة وبالأخص الذهب، إلا أن مخاوف حدوث كساد عالمي جديد يتسبب في تراجع الطلب على الذهب والذ قد يعود من جديد إلى مستويات 1565 دولار للأونصة.
